Wakening of the Phoenix

Buy this Arabic poetry book

Support multicultural projects

Friday, June 16, 2006

العودة الي البدء 6

تعادلية الكتابة بين التصنيفات القديمة و الجديدة لم تفشل. و المجذوب بعد هذا لم يكن متعصبا و لم يكن خائنا لتراثه لكنه كان يتيح المجال للتجربة، للرؤية الجديدة و التساؤل و الجدل و الحكمة، جنبا الي جنب مع الوصية العذراء و التميمة و ألواح الولي كأدوات تراثية و تعلق وجداني، فذاكرته التراثية خصبة و يانعة. و بعد طوافه أفاض في بعض العواصم العربية:

بيروت في مطارها رأيت جسدي يقول
يا شاعر الظمأ
زهدت فيا يا خليل
انس أعاليل البشارة العقيمة
و رؤية حملتها في حرزك القديم
توق من حب المسيح
و أبك مريم التي مست فؤاده بشعرها البليل

_____________________________________

Friday, June 09, 2006

العودة الي البدء 5

و امتدت تلك الرحلة التي قام بها الشاعر في ارجاء اوروبا الي رحلة داخلية كان يعاين فيها الحضارة من ناحية اكتسب فيها عنفوان التجربة. الصرخة الأولي نافورة اللبن، و الصرخة الثانية نافورة اللبن، و بين الصرختين مسافة يكبر فيها ذلك " الجسر الدموي النوري المعلق بين الذهن و الفخذين". و بين الصرختين قياسا علي هذا المدلول، الكثير من الممارسات الانسانية من ناحية و التافهة من ناحية أخري. و من هنا تستمد دراما القصيدة.. مواعين النبيذ و العطور و الازياء تكمل للقصيدة نضجها الدرامي:

أريد رؤية التي تحدثت الي فؤادي
و رحلت عيناي في العيون رحلة السؤال عن يقين
يا ربة السحر أمضني الحنين
لم تشف لوعتي اثينة الجدال و الحكمة و السؤال
فقيرة مترفة الجمال
أخون ألواح الولي و البشارة القديمة
أضيع الوصية العذراء و التميمة
في حانة حميمة
_____________

Sunday, June 04, 2006

العودة الي البدء 4

تبتدئ الرحلة و التجربة تتوهج بها اللغة، والشاعر يلتمس رؤية التي تحدثت الي فؤاده المثقل بالعذابات، لانها تمثل له عالم الطهر و العفاف و الصفاء، في خضم تأزمه بالمسائل المعاصرة. يحن الشاعر الي تلك النبعة الاولي التي بداخله، فهو يحتاجها بقدر ذلك اليقين الساكن "جواه" لتعيده الي توازنه السوي. لذا كانت تحية الشاعر بلا لسان تؤكد بالإشارة حين اوشك علي الغرق في اللجة و الضياع في زحام الحضارة و المعاصرة فلوح. و يكون مفتاح القصيدة نداءا رائعا الي ربة الشعر حين تعثرت أحرفه، حين انتحر الطريق، و حين دارت الأرض بلا وطر فكل هذه مكنونات حميمة كانت تحمل الشاعر علي أرضية ثابتة.

وتحدث كل هذه الأشياء في وقت واحد و في وحدة عضوية تربط الأبيات و تبرز الموسيقي كأشد ما تكون اتصالا و وثوقا.

وتكون الأبيات التالية بمثابة اعلان عن الفرح القادم - الولادة، عالم الطفولة و عودة الذاكرة الي الميلاد... ميلاده و ميلاد الخليقة، نشأته و نشأت الخليقة تبدأ بالصرخة. و يستعير الشاعر الرضاعة للذاكرة. و تكون البشارة نافورة اللبن بما تحتويه من معني مباشر يرتبط بالرضاعة و معني سري يرتبط بالبذار و التسميد، فهنا علي هذا الثدي تلتقي البداية بالعودة، و علي هذه الرؤي يعامل الشاعر نوازعه ابان
حبه للمرأة فهو يقول
بشارتي
مرضعتي عيون مولدي و صرختي نافورة اللبن
و انفلت الثدي فقمت باحثا عنك بلا مكان
سيارة الاجرة و المصعد و المطار
و قيل لي مسافرة
قلم الشفاه و المرآة في آفاقها مواعد مغامرة
...
نواصل
_____________


Friday, June 02, 2006

العودة الي البدء 3

في "نار المجاذيب" لم يخرج عن الذكريات و الغزل و المناسبات و غيرها من المعالجات التقليدية الي ان كانت " البشارة، الخروج، القربان" التي تمثل خروجا في المحتوي عن القوالب القديمة، و الصيغ الجاهزة حيث يظهر الصراع علي أشده بين القديم و الجديد.. بين القناعة الذاتية و الفطرة الأولي للشاعر من جهة، و إغراءات المدينة من جهة اخري، فهو من هنا يدخل ملحمة الصراع الوجودي. و من هنا يبدأ البداية الحقيقية ليقدم نموذجا متقدما بعض الشئ عن معالجاته السابقة، عرج به المجذوب نحو إستشراف جديد للغة يتناول لب المشكلة مستخدما الرمز في "البشارة" باديا به "الخروج" ليعود بـ " القربان" و كلها رموز تتجلي من خلال:
تحية شاعرتي من شاعر بلا لسان
نوارة الليمون عن اعماقها تبوح
أريد رؤية التي تحدثت الي فؤادي
و أحرفي تبعثرت و حفر خطاي
الطيف يابس
علي فؤادي الجريح
انتحر الطريق
دارت الأرض بلا وطر
و لوح الغريق
نتابع______


Ezine Act Blog - So Many Things Are Changing on the Web