هذا جدار بيتنا
قد رسم الأطفال فوق سطحه
عينين حمراوين
و فارسا يرفع سيف النصر باليدين
و قمرا يسخر من بياض كل عين
انطفأ الضياء
لم يعد الي صورته الأولي بريق المجد و الفرح
و أطرق السكون في وجاره يراقب السفاح و الضحيه
يبصق طعم الملح في الحراشف الشوكيه
و عاريا ينسل في المسارب الخلفيه
يعرف كل خطوة تسبق إرتعاشة الفصول
و كل خطوة تمر في طريق الزوبعه
يحمل عيني ضفدعه
أنهكها الفضول
أخرسها الظلام و الفزع
فلم تعد تعرف ما تقول
--
في الصيف حين ينشر الظلام ظل عريه
تنفرج النوافذ المضيئه
يطل من سديم وجهه راهب
أبحر في مستنقع الخطيئه
من قال ان الراهب المبحر للقداس
لا يعرف اللعبة، هذا صوته محشرج الأنفاس
ينهار من عليائه
ينسل من ردائه
طوبي لكم فهذه جحافل الذئاب
تطل من دمائه
فيرتوي من السقوط يرسم الصليب
في ابتسامة بريئه
و هكذا حين يحيض الليل
تنطلق الأشباح في رحابه
و يغرق الصرار في انتحابه
جدارنا النبيل
يهتز بالعويل
تجهش تحت ظله العباره
و تطفر الدمعة عبر موجة الأسي من الحجاره
فنحتفي بنوبة الحزن
بصوت القادم الشاحب من مرافئ الحضاره
__________________________
-
No comments:
Post a Comment